لا تقرأ هذه الهلوسات لناجي القنواتي

إن كنت ترقص في التيك توك لا تقرأ.. إن كنت من محبي الراب لا تقرأ..وإن كنت تعرض حياتك اليومية في اللايف لا تقرا..وان كانت حياتك رتيبة لا تقرأ.. إن كنت لا تؤمن بالكتابة لا تقرأ..إن كنت تشبه الجميع لا تقرأ.. إن كنت لا تحمل حقدا دفينا لا تقرا.. ان كنت لا تلعن هذا الزمن لا تقرأ..
اي زمن هذا الذي يخلد كل من تفنن في البذاءة والتفاهة .. اي زمن هذا الذي اعادنا للعبودية و تجارة الرق و البغاء.. اي زمن هذا الذي انقلبت فيه المفاهيم حتى لم نعد قادرين على التمييز بين الحرية الشخصية وبين الميوعة .. بين الحق وبين الباطل.. بين الابطال الحقيقيين وبين الابطال الكرتونيين .. بينما يلف النسيان من هم احق ان تخلد قصصهم و بطولاتهم.. انا
لست من كارهي الحياة والفرح بل العكس تماما .. انا اكثر الناس احتفالا بالحياة ولذلك تجدني ارقص كلما سمحت لي فرصة الرقص.. لكن رقصي كما قلمي يشبه ذلك المقص الحاد لطبيب يشق جرحا عميقا في جسد يغرق في حلم عميق .. الجرح عميق جدا ولكن الجسد الممدد على سرير العمليات يحلم و يستعرض حياته .. تمر من امامه تلك اللحظات .. كل الشريط يمر بسرعة منذ لحظة الولادة وحتى آخر كلمة ينطق بها وهو يفقد وعيه وينطر في عيني طبيبة البنج.. كانت آخر كلماتها ” الي باش تشوفو الكل باش تنساه دوب ما تفيق ” .. هذه الكلمات جعلته يغمض عينيه و يضغط على اسنانه و يقول ” لن انسى. لن انسى “
.. ” هاهو في المقهى يشاهد رجلا اخرق بنظارات سوداء يرقص رقصة ركيكة على انغام ركيكة وهو يغني او هو يبعبع احيانا و يغوث.. هاهي الرؤوس تتمايل معه في المقهى وتردد كلماته .. هاهو يقف في طابور طويل في المطار و صوت يتردد من مكبرات الصوت “الحلم الامريكي ينتظركم ” لم يستطع تحمل الزحمة واحس بضيق في التنفس فخرج عن الصف و غادر .. امام المطار سوق كبير .. سوق يشبه سوق الحيوانات في مدن الشمال لكن الباعة يمسكون بحبالهم و في طرف كل حبل فتاة تتلوى ألما او هي تستعرض لحمها و شحمها.. الكل يمسك بالهاتف .. الكل يتحدث للهاتف.. احس ببعض الوخز في بطنه فإذا بها امه تدغدغه كي يستفيق وكي تخبره انها ستغادر.. لم تترك له الفرصة كي يسألها الى اين.. حاول ان يسال تلك المراة الطويلة السمراء لكنه لا يعرفها ولم يسبق ان رآها .. قالت له دون ان يسأل “سوف تفهم” ثم احتضنته والقت به خلفها فوق الحمار .. خلف الحمار طفلان يمسكان بطرفي فستانها و يسيران.. فجأة يسقط الحمار في الجوف .. يسيل الدم من انف المراة السمراء و من صدرها و يختلط بحليبها.. ينظر الطفلان و يصيحان دون صوت و يمسكان بايدي بعضيهما فتظهر عضلات جسديهما و تنبت لهما شوارب .. هذا والده ، نعم انه والده وهذه السمراء جدته التي كثيرا ما حدثه عنها وهذا عمه.. ” عمي ، عمي .. لاباس؟؟ ” استفاق على هذه الكلمات .. اجاب ” لاباس و ما نسيتش .. ويني طبيبة البنج”؟