لو الأمر بيدي لأبقيته مديرا مدى الحياة…رياض جراد

لو الأمر بيدي لأبقيته مديرا مدى الحياة
عرفته حين أردت أن أنقل ابنتي إلى المدرسة التى يديرها وكانت تلك سنته الأولى في إدارتها. كانت مدرسة مهملة الأعشاب الطفيلية في كل مكان لم تقلع منذ سنوات تسرح فيها الثعابين والجرذان ..بقايا زجاجات الخمر التي يتركها زوار الليل في مختلف أرجائها …الجدران ذهب بياضها ابواب وشبابيك محطمة …
الأمهات يرافقن الابناء في الساحة كل ممسكة بيد ابنها. تطعمه اللمجة وكأن المدرسة ساحة سوق … كان هذا المشهد الذي سجلته حين التقاني مبتسما ومرحبا أول مرة … لم تمض أشهر قليلة تحت ادارته حتى انقلب منظر المدرسة تماما الجدران طليت بألوان زاهية وقد كتبت عليها كلمات تشجع الأطفال على طلب العلم والتحلي بالأخلاق الحميدة …ساحة المدرسة تحولت. إلى حديقة غنّاء الورود والازهار تزينها من كل لون قسمت إلى مربعات كبيرة وزرعت بساطا من العشب الأخضر تفصلها مسالك صغيرة … وسط الساحة تحولت بقايا الطاولات و المقاعد المكسورة الى مدارج مسرح دائرية ملونة تحيط بساحة العلم يستغلها الاطفال في الراحة لتناول لمجهم في انضباط تام ولمشاهدة العروض الدورية …سلال المهملات وضعت في كل ركن الاطفال لا يعبثون بالنباتات ولا يلقون النفايات ولا يسيرون على العشب . الامهات ينتظرن خارج المدرسة ولا يدخلن الى الساحة … في السنوات اللاحقة أنجز مشاريع كثيرة كتجديد الابواب والنوافد وحمايتها بنوافذ حديدية وتغيير البلاط وانجاز ملعب صغير للرياضة .. لكن الأهم من كل هذا أنه حقق مع نفس الاطار التربوي الذي وجده قبله نتائج مشرفة في المناظرات الوطنية …
أحيل سي شكري على شرف المهنة وبقيت انجازاته تذكر به … في مدارسنا العمومية رجال صادقون وهم كثر فقط لو أمعنا النظر لرأيناهم ونحن مطالبون بالوقوف. معهم
شكرا سي شكري المناعي Chokri Mannai