يوم العلم التونسي … بقلم عمر الوسلاتي

يوم العلم التونسي – 20 أكتوبر، راية الوطن الخفّاقة منذ قرنين 20 أكتوبر 1827 – 20 أكتوبر 2025 تونس تحتفل اليوم بمرور 198 سنة على ميلاد علمها الوطني، الرمز الأسمى للسيادة والوحدة والانتماء. راية حمراء تحمل تاريخ أمة في مثل هذا اليوم من سنة 1827، وبعد معركة نافارين البحرية التي شاركت فيها الأساطيل التونسية إلى جانب العثمانيين ضد الحلفاء الأوروبيين، قرّر حسين باي بن محمد وضع علم خاص بتونس يميّز سفنها في البحار، فكانت ولادة الراية الحمراء التي تتوسطها دائرة بيضاء يضمّها هلال أحمر يحيط بنجم خماسي. وبعد أربع سنوات، أي في 1831، تمّ اعتماد العلم رسميًا ليصبح رمز الدولة التونسية الحديثة في بداياتها. من البايات إلى الجمهورية رغم مرور تونس بفترة الحماية الفرنسية (1881–1956)، ظلّ العلم حاضرًا ومعبّرًا عن الشخصية الوطنية، فكان يرفرف في القلوب قبل أن يعود رسميًا فوق الإدارات بعد الاستقلال. وفي 1 جوان 1959، أقرّ دستور الجمهورية التونسية الأولى العلم رمزًا رسميًا للدولة. ثم جاء القانون عدد 93 لسنة 1999 المؤرخ في 30 جوان 1999 ليضبط الأبعاد الدقيقة وتوزيع الألوان وعناصر التصميم، فحافظ على أصالته مع توحيد شكله في كل استعمالاته الرسمية والعسكرية والمدنية. رمزية الألوان والأشكال يحمل كل عنصر من عناصر العلم التونسي دلالة عميقة متجذّرة في التاريخ والوجدان الوطني: اللون الأحمر: يرمز إلى دماء الشهداء الذين دافعوا عن الوطن منذ عصور، وإلى مقاومة الاحتلال والاستبداد. الدائرة البيضاء: تجسّد نقاء تونس وسلمها الداخلي وتطلّعها إلى العدل والصفاء. الهلال الأحمر: علامة انتماء حضاري إلى الأمة الإسلامية، كما يرمز إلى النور المتجدد والأمل. النجم ذو الخمس أشعة: يشير إلى أركان الإسلام الخمسة، وإلى إشعاع تونس الثقافي في محيطها المتوسطي والعربي والإفريقي. دقّة في المقاييس حدّد القانون عدد 93 لسنة 1999 أن يكون العلم مستطيل الشكل بنسبة طول إلى عرض تساوي 3 على 2، وأن تتوسّط الدائرة البيضاء منتصف العلم. يتحدّد قطر الدائرة بنصف ارتفاع العلم، في حين يشغل الهلال الأحمر مساحة دقيقة من هذه الدائرة بحيث يحيط بالنجم الخماسي الذي يتوسطها تمامًا. وقد نصّ القانون أيضًا على ألوان محدّدة بدقّة وفق المقاييس الدولية، لضمان وحدة الراية أينما رُفعت. 🇹🇳 يوم للوفاء للرمز الوطني يُعدّ 20 أكتوبر من كل عام يوم العلم التونسي، مناسبة لتجديد العهد مع قيم الوطنية والحرية والكرامة. في هذا اليوم، تُرفع الأعلام في المدارس والمؤسسات والفضاءات العامة، وتُنظّم الاحتفالات الرسمية والثقافية لتذكير الأجيال بمعاني الانتماء والوفاء للوطن. جمعية “متطوعون بوعرادة” تحيي يوم العلم في هذا الإطار، تحيي جمعية “متطوعون بوعرادة” يوم العلم التونسي من خلال أنشطة رمزية وتربوية موجّهة للأطفال والشباب، تأكيدًا على قيمة الانتماء والتجذّر في الهوية الوطنية. وقد دعت الجمعية متطوعيها ومتطوعاتها إلى إحياء المناسبة في المدارس والساحات العامة، ورفع الراية الوطنية في أجواء احتفالية تعبّر عن الاعتزاز بتونس والتفاني في خدمتها. وأكدت الهيئة المديرة أنّ المشاركة في هذه المناسبة الوطنية ليست مجرّد فعل رمزي، بل تعبير حيّ عن روح المواطنة والعمل التطوعي الذي يجمع التونسيين حول قيم الوحدة والعطاء. يبقى علم تونس أكثر من قطعة قماش تخفق في الريح؛ إنه تاريخ يُختصر في لون، وإيمان يُلخّص في نجم وهلال، وهوية تظلّ خالدة في وجدان كل تونسي. فلتبقَ رايتنا الحمراء عالية في السماء، شاهدة على قرنين من العزة، ومستمرة في حمل حلم الوطن نحو المستقبل. “منذ أن رفرف أول مرة فوق البحر، لم يكن مجرد علم… بل قسمٌ لا ينتهي.”