“الحرية بين الفوضى والمسؤولية: معركة الوعي في زمن المحتوى الرديء”

بقلم عمر الوسلاتي

لم نحسن بعدُ استيعاب قيمة الحرية؛ فحوّلناها أحيانًا إلى تعدٍّ على كرامة الآخرين، وشيطنة لكل مختلف، بدل أن نجعلها فضاءً للرقي بالإنسان وتعزيز وعيه. ما يحصل اليوم نحن مسؤولون عنه، لا فقط بما يُنشر، بل أيضًا بصمتنا العاجز ومتابعتنا اللامبالية.
ومواجهة هذه الظواهر لا تُختزل في العقوبات السالبة للحرية، بل تبدأ بفتح فضاء عام حرّ ومسؤول يتيح النقاش الجاد، ويعيد التوازن بين محتوى رصين ذي قيمة ومحتويات سطحية أو صادمة تهز المجتمع.
إن الحرية لا تكتمل إلا بضوابط أخلاقية: احترام الكرامة الإنسانية، الالتزام بالصدق والدقة، نبذ خطاب الكراهية والتحريض، وتحمل المسؤولية عن الكلمة وآثارها. فالمجتمع الذي يُهمل هذه المعايير يترك الباب مفتوحًا للفوضى.
أول خطوة للتصدي هي تعزيز وعي الجمهور بضرورة نبذ المحتويات الرديئة وتجاهلها، حماية لحقه في محتوى نافع ومتنوع، مع تربية حقيقية على الاستعمال الواعي والناقد لوسائل التواصل الاجتماعي.