رحيل عامر البحري… سبعة عقود من الوفاء للترجي الرياضي التونسي
تونس – ودّع الترجي الرياضي التونسي أحد أبرز رموزه الإدارية برحيل عامر البحري في 17 سبتمبر 2025، بعد مسيرة تجاوزت سبعين عامًا قضاها في خدمة النادي.
التحق البحري بأسوار الحديقة “ب” في خمسينيات القرن الماضي شابًا يحمل ملفات الفريق، قبل أن يصبح لاحقًا الكاتب العام القار، وهو المنصب الذي جعله قلب الإدارة النابض ومرجعها القانوني. عرفه رفاقه بصوتٍ لا يعلو إلا في لحظات الحسم، وحكمةٍ ظلت حاضرة في كواليس القرارات المصيرية.
خلال مسيرته، رافق الترجي في مختلف محطات الصعود والإنجازات المحلية والقارية، وضبط ملفات النادي بدقة المايسترو، مانعًا أي ثغرة قد تُكبّد الفريق خسائر أو نزاعات. ورغم تأثيره الواسع، اختار البحري العمل بعيدًا عن الأضواء، متمسكًا بدور الإداري الخفي الذي يفضّل الظلّ على الواجهة.
عرفه اللاعبون والمدربون أبًا وموجّهًا، يفرح لانتصارات الفريق ويحزن لخساراته، ويحرص على الاستقرار القانوني والإداري بنفس هدوئه وتواضعه المعهود. حتى عندما قدّم استقالته في سنواته الأخيرة، كان ذلك بدافع تدهور صحته لا مللًا من المهمة التي اعتبرها جزءًا من حياته.
برحيله، فقد الترجي أحد أعمدته الصلبة ورمزًا نادرًا للوفاء الرياضي. لكن ذكراه، كما يؤكد محبوه، ستظل محفورة في تاريخ النادي وجماهيره، كإداري قدّم عمره كله لفكرةٍ آمن بها حتى النهاية.
بقلم خولة بن عامر

الكلمات المفاتيح : Espérance sportive de Tunis عامر البحري الترجي الرياضي التونسي