رسالتي إليكم وأنتم تعبرون الصباح في ذاكرتي

رسالتي إليكم وأنتم تعبرون الصباح في ذاكرتي
صباح الخير يا تونس،
أكتب إليكم وأنتم تمضون في شوارع هذا الصباح، يحمل كلّ منكم على كتفيه حلمًا أو وجعًا، لكنكم جميعًا تحملون الأمل.
إلى تلاميذ المدارس و طلاب الجامعات العائدين إلى مقاعد العلم بعزيمةٍ لا تخبو،
إلى القضاة والمحامين وهم يفتتحون عامًا قضائيًا جديدًا،
إلى العمال الذين يسابقون النهار نحو أعمالٍ شاقةٍ كريمة،
إلى من توضأ بالفجر ومضى رغم الألم،
هذه رسالتي.
أنتم من يجعل من التعب نشيدًا ومن الصبر وطنًا.
أنتم الذين أشار إليهم ماركيز بقوله:
“ليس على هذا العالم من علامات تُرشدنا غير الأحلام.”
وأنتم الذين خاطبهم درويش
“نحن نحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا.”
أراكم في ذاكرتي وأنتم تمضون عنيدين، مشرقين، تولدون من العتمة كما يولد الفجر من الليل.
تجرأوا على أحلامكم كما كتبت فرجينيا وولف:
“لا يمكنك عبور المحيط إلا إذا تجرأت على فقدان رؤية الشاطئ.”
واحملوا في قلوبكم صيف ألبر كامو الذي لا يُقهر:
“في قلب الشتاء، وجدت في داخلي صيفًا لا يُقهر.”
وستشرق الشمس بالحق يومًا ما،
لمن ظُلِموا وقُهِروا، لمن جار عليهم الزمن،
ولكل من يتألم بمرضٍ نسأل له شفاءً عاجلًا ورحمةً واسعة.
لتكن عودتكم إلى الدراسة والجامعة، وافتتاح السنة القضائية، بداية خير وكرامة وعملٍ يليق بكم وبأحلامكم.
بقلم عمر الوسلاتي