حين يتحوّل الجدار إلى مرآة للأمل
هذه ليست مجرد ألوان على إسمنت بارد، وليست مجرد خطوط وزخارف على جدارٍ عابر… هذه لوحة ولِدت من عرق المتطوعين، من صبرهم على حرارة الشمس، ومن إيمانهم بأن المدرسة تستحق أن تفتح أبوابها على الجمال لا على الفراغ.
أنظروا إلى هذه اللمسة التي يضعها أحد أبنائنا على الجدار… خلفها أيام من التعب، ساعات من التركيز، وأحلام معلّقة في عيون التلاميذ الذين سيعبرون هذا المدخل قريبًا. لقد أردنا أن تكون عودتهم إلى مقاعد الدراسة عودة مختلفة، عودة يرافقها الأمل بدل الخوف، واللون بدل الرماد.
كل ريشة وضعت هنا كانت رسالة: ضد العنف، ضد التنمر، ضد الإدمان… ومع الكلمة، ومع الكتاب، ومع الفرح الذي يليق بالطفولة.
كل لمسة زاهية كانت وعدًا بأن المدرسة ليست فقط مكانًا للتعلم، بل فضاء للحياة والنمو، وبيتًا يحضن الحلم.
إلى أبنائنا المتطوعين، إلى الفنانين الذين وضعوا بصمتهم بروح سخية، إلى الفنان التشكيلي عبد القادر الوسلاتي الذي قاد هذا المشروع بحب وإبداع… لكم جميعًا نقول: أنتم لم تزينوا الجدران فقط، أنتم زيّنتم الذاكرة، وصنعتم أثراً سيبقى شاهداً على أن الفن حين يلتقي بالعمل المدني يتحوّل إلى قوة تغيير حقيقية.
شكراً لكم لأنكم حولتم الفراغ إلى لوحة، والبياض إلى حياة، والجدار إلى قصيدة ملونة بفضلكم، صار المستقبل أقرب، وأجمل.
بقلم عمر الوسلاتي