في أجواء ثقافية مميّزة، التأمت صباح اليوم الاثنين 01 سبتمبر 2025 ابتداءً من الساعة العاشرة، بالمقر الاجتماعي لنقابة الصحفيين التونسيين، ندوة صحفية نظّمتها جمعية متطوعون بالشراكة مع الشبكة الأورو-متوسطية للحقوق ونقابة الصحافيين التونسيين، وبالتعاون مع دار الكتاب بتونس، للتعريف بـ حملة “جيل غدوة … نعاونوه اليوم”، وهي مبادرة تهدف إلى مرافقة أبناء الأرياف والعائلات محدودة الدخل مع انطلاق السنة الدراسية الجديدة.
وقد شكّلت هذه الندوة مناسبة للإعلان عن رؤية الجمعية في جعل الفعل الثقافي داعماً للفعل الاجتماعي التضامني، وذلك عبر أنشطة ثقافية تُحوَّل عائداتها إلى مشاريع دعم مدرسي لفائدة الأطفال المحتاجين.
وتضمّن برنامج التظاهرة:
حفل توقيع الإصدار الثالث لورشة الكتابة متطوعون بعنوان “أفنان”، وهو عمل أدبي جماعي خطّه أطفال ويافعون من بوعرادة.
معرض الفنون التشكيلية تحت عنوان “كاموفلاج” لورشة الرسم متطوعون، الذي قدّم إبداعات فنية للأطفال، وزُيّن به الفضاء الخارجي للمقر الاجتماعي للجمعية بلوحات عالجت قضايا مجتمعية حساسة مثل المخدرات، العنف بأشكاله، والتنمر.
وتقوم فلسفة الحملة على مبدأ تضامني مبتكر: “الطفل يساعد الطفل”، حيث ستُخصّص عائدات بيع المجموعة القصصية “أفنان” وعائدات لوحات ورشة الرسم لاقتناء مستلزمات العودة المدرسية. وتهدف هذه السنة إلى توفير 100 محفظة مدرسية لفائدة تلاميذ المدارس الريفية من أبناء العائلات المعوزة ومحدودة الدخل، في خطوة عملية لضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.
وقد أكّد رئيس الجمعية السيد عمر الوسلاتي خلال الندوة الصحفية على أن طفل المناطق الداخلية هو طفل مبدع وواعٍ وقادر على المساهمة في تغيير الواقع من خلال عمل ثقافي إبداعي تضامني، فيما شدّد كاتب عام الجمعية على أن الفعل الثقافي بالجمعية ليس ترفاً، بل فعل واعٍ يهدف إلى تأطير أكبر عدد ممكن من الشباب، وتوجيه طاقاتهم وإبداعاتهم نحو أنشطة ثقافية هادفة، تسهم في صقل شخصياتهم وتعزز مقاومتهم للظواهر السلبية مثل المخدرات وسواها، بما يضمن تنمية وعيهم الاجتماعي والثقافي.
وأعرب رئيس نقابة الصحفيين، السيد زياد الدبار، عن بالغ سعادته بوجود طاقات شابة مبدعة في منطقة داخلية، مشيداً بإصرارهم والتزامهم، ومشجعاً إياهم بكلمات تشحن عزيمتهم، مؤكداً أن مثل هذه الطاقات الريادية قادرة على إحداث تغيير حقيقي في الواقع المجتمعي وإلهام الآخرين للسير على نفس النهج .
ثم فسح المجال للكاتبتين جميلة الشريف وعيشة السلامي من ورشة الكتابة متطوعون، حيث عبّرتا عن سعادتهما بالإصدار الثالث للورشة، مشيرتين إلى الجهد الكبير المبذول في إنجاز 20 ورشة عمل، وما تحمله من تعب واجتهاد.
كما أتيحت الفرصة لأبناء الورشة “كتاب المستقبل” للتحدث عن تجربتهم ودورهم الريادي في حملة “جيل غدوة … نعاونوه اليوم”.
وأخيراً، قدّم أبناء ورشة الرسم متطوعون مداخلات عبر وسائل إعلامية مختلفة للحديث عن أعمالهم الفنية وأهميتها في توجيه الفعل الثقافي نحو التضامن الاجتماعي.
وقد تميّزت الندوة بحضور رسمي وثقافي متنوع، حيث شارك عن المكتب التنفيذي للجمعية السيد عمر الوسلاتي رئيس الجمعية والسيد الشريف بن حميدة الكاتب العام،وعن نقابة الصحافيين التونسيين رئيسها السيد زياد الدبار، وعن دار الكتاب بتونس السيد الحبيب الزغبي. كما سجّلت التظاهرة حضور عدد هام من الكتّاب والنقاد من بينهم: الكاتبتان جميلة الشريف و عيشة السلامي عن ورشة الكتابة متطوعون، إضافة إلى الكاتب عمر السعيدي، الكاتب معاوية الفرجاني، الكاتبة نورة عبيد، الكاتبة هنيدة قصد الله، الكاتبة نجاة البكري، والكاتبة نجوى بن عرفة.
وعلى الصعيد الحقوقي حضرت السيدة هاجر بن عبد الرحمن النوري والأستاذة المحامية حياة المباركي، إضافة إلى حضور ممثلين عن جمعيات فاعلة في الشأن الثقافي والاجتماعي، على غرار جمعية مصطفى عزوز لأدب الطفل.
كما عرف الحدث حضوراً إعلامياً مكثفاً، تمثل في تغطية كل من: التلفزة الوطنية، إذاعة موزاييك FM، الديوان FM، الموقع الإلكتروني المختص في ثقافة الجودة “الكتيبة”، إذاعة تونس الثقافية، وإذاعة الشباب.
رسالة شكر وتقدير:
تتقدّم جمعية متطوعون بوعرادة بخالص الشكر والتقدير إلى جميع شركائها وداعميها، الذين ساهموا في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية الهامة، وقدموا دعمهم المتواصل لنجاح حملة “جيل غدوة … نعاونوه اليوم”.
كما تعرب الجمعية عن فخرها واعتزازها بـ أطفال الورشتين (ورشة الكتابة وورشة الرسم متطوعون) على التزامهم، وعلى تمثيلهم الاستثنائي للجمعية خلال هذا الحدث، الذي جسّدوا فيه روح الإبداع والتضامن الاجتماعي من خلال أعمالهم الفنية والأدبية.
إن هذا العطاء والالتزام يعكسان الرؤية التي تؤمن بها الجمعية: أن الثقافة ليست ترفاً، بل أداة للتغيير والتضامن، وأن طاقات الأطفال والشباب هي مستقبل مجتمعنا وأمل غدٍ أفضل.
الكاتب العام الشريف بن حميدة.
