«أفنان».. صرخة أطفال الريف وإشراقة الأمل
مقال مفيدة خليل حول كتاب «أفنان»، الصادر عن ورشة الكتابة بجمعية متطوعون بوعرادة، قدّم صورة عميقة عن تجربة استثنائية صنعها أطفال الريف التونسي بأقلامهم. فقد ركّز المقال على أن الكتابة بالنسبة لهؤلاء الصغار لم تكن مجرد هواية، بل وسيلة للتعبير والمقاومة والتغيير. رسائلهم حملت معاناة الحياة اليومية في القرى: البرد، المطر، بعد المدارس، الإهمال الرسمي، لكنها حملت في الوقت نفسه حلماً بوطن أفضل وأملًا بمستقبل أعدل. كما بيّن المقال أنّ «أفنان» ليس مجرد كتاب أدبي، بل مبادرة تضامنية حقوقية، إذ ستُوجَّه عائداته لدعم التلاميذ المعوزين ومساعدتهم على العودة إلى مقاعد الدراسة. ومن خلال هذه التجربة، أثبت أطفال بوعرادة أنّهم ليسوا متلقّين للأدب فقط، بل منتجون له، وأنّ أصواتهم قادرة على تجاوز حدود الهامش لتبلغ قضايا وطنية وعالمية كبرى.
هذا المقال يعكس بوضوح أنّ الداخل التونسي ليس عبئاً على الدولة، بل فضاءً خلاقاً، يثبت أنّ أبناء الريف قادرون على أن يكونوا قاطرة تغيير وبناء. كتاب «أفنان» هو أكثر من مؤلَّف جماعي: إنّه تجربة إنسانية ومشروع مقاومة بالنص، يعلن من خلالها أطفال الريف أنّهم حاضرون في معركة التغيير، وأنّ أحلامهم قادرة على أن تتحوّل إلى فعل ثقافي واجتماعي مؤثر. ما حمله هؤلاء الأطفال من رسائل هو برهان على أنّ الكلمة، مهما بدت صغيرة، تملك القدرة على أن تفتح أفقاً جديداً، وأن تجعل من الهامش مركزاً للمعنى والإبداع
بقلم عمر الوسلاتي