الاعتداء على المربي… ليس غياب قانون بل غياب تطبيق
اعبر عن تنديدي الشديد بما تعرّض له الأستاذ المولدي فالح، أستاذ التربية البدنية بالمدرسة الإعدادية بالحبابسة، من اعتداء بسكين من أحد التلاميذ صباح اليوم، ونعبّر عن تضامننا الكامل مع الضحية وزملائه ومع الأسرة التربوية بالمؤسسة التي عاشت لحظات صادمة ومؤلمة.
إنّ هذا الاعتداء لا يمسّ شخص الأستاذ فحسب، بل يضرب في عمق هيبة المربي وحرمة المؤسسة التربوية التي كانت دومًا فضاءً للعلم والاحترام.
لقد أصدر الفرع الجامعي للتعليم الثانوي والتربية البدنية بسليانة بيانًا عبّر فيه عن استنكاره للحادثة، وطالب مجددًا بسنّ قانون يحمي المربين.
لكنّ الحقيقة أنّ القانون موجود بالفعل: فالمجلة الجزائية التونسية، في فصلها 127، تجرّم بشدة الاعتداء على الموظف العمومي أثناء مباشرته لمهامه، وتعتبر المربي مشمولًا بهذه الحماية.
المشكل إذًا ليس في غياب النص، بل في غياب التطبيق وضعف الردع، وفي أزمة أعمق تتعلق بانهيار المنظومة القيمية داخل المجتمع.
تكرار هذه الاعتداءات يطرح سؤالًا مؤلمًا: كيف وصلنا إلى زمنٍ يُهاجَم فيه المربي داخل قسمه؟
إنّ الدفاع عن المدرسة هو دفاع عن آخر حصون الوعي في هذا الوطن.
لذلك فإنّ حماية المربين لا تكون فقط بإصدار القوانين، بل بتفعيلها، وبإعادة بناء ثقافة الاحترام والثقة داخل المجتمع.
هيبة المربي من هيبة الوطن.
عمر الوسلاتي