الكاتب والإعلامي كمال الرياحي هو مدير بيت الخيال بكندا، والذي تم افتتاحه أمس في تورونتو بحضور كوكبة من المثقفين العرب والأجانب. انطلقت فكرة هذا المركز الثقافي الكبير من تونس، وعندما هاجر الرياحي إلى كندا نقل هذه الفكرة، وأسسها هناك لتكون حلقة الوصل بين الثقافة العربية والغربية. تولد عن هذا المشروع برنامج تلفزيوني وبرنامج إذاعي بعنوان انحياز، وكان الهدف منه تغيير مفاهيم العملية الإبداعية. اهتم بالأطفال فأطلق ورش الكتابة الإبداعية، وورش لفن كتابة اليوميات.
واستطاع كمال الرياحي أن يجمع بين المنتجات الثقافية المختلفة، ويتحرر من قيود المفاهيم الإبداعية التقليدية، ليخلق عالما فكريا مختلفا، وقريبا يطلق ولأول مرة في العالم ملتقى فن كتابة اليوميات. وفي حوار خاص لـ«إيجبتك» يتحدث الكاتب كمال الرياحي عن مشروع بيت الخيال وفكرة تأسيسه، وفيما يلي نص الحوار.
فكرة بيت الخيال متى راودتك لتصبح اليوم حقيقة ملموسة على أرض الواقع؟
بدأت بورشة بيت الخيال. فكرته أتت عام 2014. البداية كانت في تونس، ثم تفرع عنه صالون ثقافي أسبوعي يستضيف الكتاب والفنانين، ثم تولد عنه برنامج تلفزيوني بالاسم نفسه حصل على جائزة أكاديميا لحرية التعبير ولأفضل برنامج ثقافي في التلفزيونات التونسية سنة 2015، وتولد عنه برنامج إذاعي بعنوان انحياز، وكان البرنامج يعلن انحيازه للخيال الحر وللعمق، كما تولد عن هذا المشروع إطلاق أول بيت للرواية في العالم العربي، أسسته وأدرته عام 2018 إلى مايو 2021 تاريخ مغادرتي لتونس. وعن بيت الخيال أطلقت مشروع مكتبات الخيال الذي يعنى بزراعة المكتبات في الأرياف والأحياء الشعبية بتونس.
لماذا اخترت هذه التسمية بيت الخيال؟
لدلالته. فالبيت يشير إلى الحميمي والخاص، مما يجعل كل من يدخل البيت من أهله، ونقصد المثقفين والقراء والمبدعين، أما الخيال فمرتبط عندي بعقيدة، أنه لا مستقبل ولا حاضر قوي لأي شعب من الشعوب إلا بالخيال.
ما الهدف من إنشائه إذن؟
كان الهدف الأول تغيير مفاهيم العملية الإبداعية باعتبارها صنعة وتحتاج إلى معارف وتكوين، فأطلقنا ورشات الكتابة القصصية والروائية وتحليل الصورة وكتابة السيناريو وورشات الصحافة الثقافية في تونس والعالم العربي. ثم بدأ التفكير في تثمين التجارب الإبداعية وتشجيع الكتّاب الشباب، كما أطلق بيت الخيال نسخة للأطفال مع ورشة لكتابة اليوميات للأطفال بالتعاون مع مكتبات في تونس أهمها مكتبة دار الكتاب.
عملية الانتقال التي شهدها بيت الخيال من تونس إلى كندا ماذا عنها؟
كانت البداية مع التعاون مع أعرق مهرجان أدبي بتورونتو، مهرجان تورونتو الدولي للمؤلفين، الذي اتفق بيت الخيال مع إدارته على إطلاق أول مشاركة عربية بالمهرجان، الذي يعود إلى أكثر من أربعين دورة، وفعلا نظمت أول مشاركة عربية وانتزع بيت الخيال يوما كاملا للثقافة العربية استضاف فيه عددا من المبدعين العرب من كندا والولايات المتحدة الأمريكية ومن دول الشتات الأوروبي والآسيوي، كما وقع استضافة تجارب موسيقية عربية في ذات اليوم.
ماذا عن تأثير بيت الخيال في الحراك الثقافي في كندا؟
عندما جئت إلى كندا لم أجد حركة ثقافية كبيرة ولا تغطيات إعلامية جيدة، كما لاحظت أن النشاط الثقافي هنا يخضع إلى استراتيجية أعتبرها خاطئة ولا يمكن أن تؤسس لقوة ثقافية عربية في كندا، حيث يقوم النشاط الثقافي على نشاط الجمعيات القطرية التي تحمل أسماء بلدانها إلا النادر منها. ومن هنا جاء إطلاق صالون بيت الخيال كصالون عربي ومنفتح على المشهد الثقافي الكندي بالتعاون مع مكتبة Unique Books حديثة التأسيس، فأسسنا شراكة ثقافية بإطلاق صالون بيت الخيال واتخاذ فضاء المكتبة فضاء لنشاطه، وبدأنا في استضافة المبدعين والناشطين الثقافيين العرب في تورونتو وسكاربورو وميسيساغا وأوتاوا. ورغم بعد المقر عن تمركز العرب في كندا فإن جدية ونوعية ما يقدمه بيت الخيال جعلته يحقق إشعاعا كبيرا، وصارت تحج إليه مع كل حلقة وجوه جديدة من أماكن بعيدة، ويسعى جل المبدعين إلى الظهور فيه، حيث صار جسرا بينهم وبين الجمهور وجسرا بينهم وبين أنفسهم أيضا، فبعض المبدعين بانشغالهم في العمل في قطاعات غير ثقافية توغلوا في غربتهم الثانية، وجاء بيت الخيال ليعيدهم إلى عالمهم ولتثمين ما قدموه ومتابعة جديدهم.
كيف ترى الدورات الإبداعية وورش الكتابة التي أطلقتها في بيت الخيال؟
أطلقت سنة 2023 دورات في الكتابة الإبداعية أونلاين تحت عنوان بيت الخيال، ليلبي حاجات أخرى للمبدعين الشباب والمبدعين عامة في صنعة الكتابة ومد الجسور مع المشهد العربي في العالم العربي وأوروبا عبر طبيعة الورشة التي تكون أونلاين، حيث تقوم الورشة على جزء تعليمي وجزء تطبيقي وجزء تحاوري صالوني تستضيف للمشاركين حصريا مبدعين من كل العالم في مجال تخصص الورشة. كما أنجز بيت الخيال عددا من التظاهرات الثقافية بالاشتراك مع مؤسسات كندية، منها ورشة كتابة السيناريو مع مهرجان تورونتو للفيلم العربي، وقمت شخصيا بالإشراف على الورشة مع المخرجة رولا طاهر.
حدثنا عن قناة بيت الخيال التي أطلقتها
ولتوثيق الأنشطة فُتحت قناة بيت الخيال على اليوتيوب لكي يصل صدى أنشطته إلى العالم العربي وتشبيك العلاقات مع المتابعين للشأن الثقافي في كل مكان.
ملتقى فن اليوميات الذي أعلنت عنه أمس خلال فعاليات حفل الافتتاح ما تفاصيله؟
يسعى المركز الثقافي بيت الخيال لإطلاق ملتقى تورونتو الدولي لفن اليوميات وملتقى كندا للخيال العربي لأول مرة بالتعاون مع مؤسسات جامعية وثقافية كندية 2025، وستكون هذه الملتقيات سنوية جامعة للإبداع العربي وتشبيكا مع الثقافة الكندية. وبدأ المشروع في التأسيس لأكاديمية للثقافة العربية تقدم فيها محاضرات ودورات عن الثقافة العربية واللغة العربية للعرب والأجانب في كندا. كما يطمح البيت لإنتاج عدد من المؤلفات وتنظيم تظاهرات ثقافية أخرى، وإطلاق دورية ناطقة بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنجليزية تكون صوت المبدعين العرب في كندا وكتابا غير دوري ومجموعة أنطولوجيات في الأدب العربي.
عن موقع ايجيبك المصري
حوار حسناء الجريسي