دقيقة واحدة قبل أن تُلوّث الناس بجهلك وعجزك….عمر الوسلاتي

دقيقة واحدة قبل أن تُلوّث الناس بجهلك وعجزك
دقيقة واحدة…
توقف فيها عن إطلاق الأحكام المتسرّعة، عن ذلك الاندفاع الذي يدفعك لتوزيع الاتهامات كما تُوزَّع النشرات في الشوارع. اسأل نفسك: هل ترى حقًّا الحقيقة؟ أم أنك تكتفي بشائعات وظلال تبني عليها يقينًا هشًّا؟
دقيقة واحدة…
أغلق فيها فمك، وافتح أذنيك. قد تسمع وجعًا لم يخطر لك على بال، أو تفهم حكاية غابت عنك، أو تكتشف أن ما ظننته يقينًا لم يكن سوى نصف حكاية. الإصغاء قوّة… يملكها فقط من عرف أن الحقيقة لا يملكها أحد بمفرده.
دقيقة واحدة…
أخرج خلالها نفسك من مقام القاضي. لا أحد معصوم، ولا أحد بلا خطأ. فكيف تسمح لنفسك أن تحاكم الناس كأنك بلا عيوب؟ الاعتراف بحدود الذات ليس ضعفًا… بل شجاعة نادرة.
دقيقة واحدة…
تراجع فيها عن ترديد كلمات لم تفكّر فيها أصلًا. لا تكن صدىً لكلام غيرك، ولا حاملًا لسهام ليست من صناعتك. فكر… اشكّ… اسأل… وابحث عن صوتك الحقيقي بدل أن تكون رجعًا لصوت مجهول.
دقيقة واحدة…
نزّه فيها كلماتك من السمّ الذي يسكنها حين تغيب الحكمة. كلمة تُطفئ شعلة… وأخرى تبني جسرًا. تريث قبل أن ترمي جملة قد تقتل معنًى أو تكسر قلبًا.
دقيقة واحدة…
تذكّر فيها أن الناس ليسوا صفحات مكشوفة ولا قصصًا مختصرة يمكن الحكم عليها من عنوانها. لكل شخص معركة يخوضها، وجراح يخفيها، وتعب لا يراه أحد. الرحمة ليست ترفًا… بل ضرورة للحياة.
دقيقة واحدة…
قد تغيّرك… وقد تغيّر الآخرين.
وقد تنقذك من ظلم تُمارسه دون أن تدري، وتُنقذ الناس من أحكام تُطلقها دون علم ولا وعي. فهل تمنح نفسك هذه الدقيقة… قبل أن تُلوّث غيرك بجهلك وعجزك؟
بقلم عمر الوسلاتي